رأي القاص المبدع الصديق سعود آل سمرة
في قصة أترجة خلود
أترجة خلود سردية كثيفة لغتها عميقة تتجاوز حدود الواقع الطبيعي إلى تخوم موازية تعانق الجسد وتلامس من خلاله أعماق الأشياء لتشرق بلطف على خصوبة الأنثى الفلاحة في مزاوجة بين حياة خلود الخصبة بالحب وأنثى تفجر الحياة بيديها أينما حلت في نخل أبيها وفي الشارع وفي المنزل.
الاترجة هي حياة خلود ذاتها وما ينتج عن وجودها من فرح يعبق حياة أبيها وعائلتها ومجتمعها وخلود هي الأنثى بكل ثيماتها وتموجات حياتها والأب الذي يستجيب لكل متطلبات ابنته هو نفسه الرجل الحقيقي الذي تعني له الأنثى نصفه الآخر المكمل له والتي تعني في معناها الكلي نصف العالم وأصله.
فالعالم لا يتجدد ولا يقبل الاستمرار إلا بوجود معناه الأنثوي والذي يعني الخصوبة في جزء منه وانتبه لهذا الإنسان في حياته المبكرة حين كان يرى العالم من خلال رموز ذات مدلولات وجودية تتعلق بوجوده فاتخذ معبودات أنثوية ترمز إلى الخصب أراد أن يتوسل من خلالها الديمومة والخلود والاستمرار..
بينما يرمز حسنين للرجل الساذج الذي يتعامل مع الأنثى بشكل غريزي ويتوسل بها قضاء بعض حاجاته الدنيوية السريعة ويتعامل معها بدونية فجة.
أما بائع الفسائل الباكستاني فهو هنا كائن مصلحي مادي يتوخى بيع بضاعته بأي وسيلة ولا تعني له خلود إلا استثمار سريع قد يستفيد منه في تصريف بضاعته وبما أنها كانت سبباً في نجاح وذيوع صيت تلك الأترجه التي هو مصدرها في مكان ما فلا مانع لديه أن يعزو مصدر اترجاته المعروضات للبيع إلى خلود لعلها تلقى رواجاً لدى زبائن جدد..
نص رؤيوي يتنقل السرد فيه بواقعية سحرية بين الواقع والحلم الرمزي مما أسهم في تعميق المعنى وتخصيبه إلى أبعد مدى ..
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
I am happy to read your opinion or suggestions