-->

صحيفة "صوت الأحرار" الجزائرية في حوار مع الأديب ناصر سالم الجاسم

صحيفة "صوت الأحرار" الجزائرية في حوار مع الأديب ناصر الجاسم 



الأديب السعودي ناصر سالم الجاسم في حوار لـ "صوت الأحرار"

حاورته: سهيلة بن حامه


ضيفنا هذه المرة سندباد الجزيرة العربي بدون منازع، جعل من بوصلته في بحر الأدب العربي زمرة دمه الأصيلة التي دفعته إلى برّ الأمان الروحي متخطياً عواصف السنين والحدود الوهمية التي وضعها عدوان الإبداع، بقلمه المتمرد يعزف كل مرة سيمفونية يكتب نوتاتها في مخيلات متلقيها محاولاً فكّ شيفرة الحياة، يمزج بين الارتجال اللحظي ودقة التقنية في تقديم مخطوطات تعبّر عن مدى تحكمه بأدوات فنّ كتابة القصة، الرواية والمسرحية، لتقديم رسالة نفسية تربوي هادفة صالحة لكل الأزمنة مخاطبة الذات.

في حوارٍ جمعنا معه أثار الأديب السعودي ناصر سالم الجاسم شيئاً مما يميّز مسيرته الإبداعية وهواجسه التي تحرّك قلمه وغيرها من القضايا التي ترتبط بالأدب والمتلقي عموماً، وكشف لـ "صوت الأحرار" حصرياً عن كتابه السردي الثالث عشر: المجموعة القصصية المعنونة بـ "كائنات الحرمل" والتي ستصدر عن نادي مكة الأدبي الثقافي بالتعاون مع دار الانتشار العربي، فضلاً عن روايته الرابعة "رائحة الجنون".



1-کیف یقیّم ناصر الجاسم سنة 2022 على الساحة الأدبية السعودیة والعربیة؟
إن تقييم الحالة الأدبية في مجتمع ما أو حتى في محيط كوني كبير تسكنه أعراف بشرية تتحدث لغات عدة ولها مشارب ثقافية متنوعة لا يمكن أن يكون تقييماً صحيحاً في عامٍ زمني واحد، ذلك - من وجهة نظري- أن القرن هو المعيار الأمثل للحكم أدبياً على حقبة زمنية طويلة يعيش فيها أدباء عظام كثر يتعرضون لعوامل مؤثرة جمّة تصهر أمزجتهم الإبداعية وتختبر مخيلاتهم فتتحرك أقلامهم إيجاباً تبعاً لهذه العوامل الضاغطة، فنستطيع بعد ذاك أن نسِمَ أدب القرن بسماتٍ محددة، سماتٍ يكوّنها أدب هذه الزمرة المبدعة، والمثال الحي على ذلك الأدب العربي في عصر الدولة العباسية، التي امتدت فترة حكمها إلى حوالي خمسة قرون على أقل تقدير، أما عصر صدر الإسلام فبما أنه لم يتجاوز حتى النصف قرن فلم يقدّم لنا أدباً خالصاً ذا سمات إبداعية محددة وخاصة، وقس على ذلك ما نلاحظه في آداب الأمم الأخرى، الآداب الأوروبية والأمريكية وغيرها، ففترة الوباء العالمي (كوفيد 19) هي زمن صغير مستقطع من الألفية الثالثة، وبالتالي فتقييم هذه الفترة يكون صحيحاً إذا أدخلناها ضمن فترة مئة سنة لاحقة.

2-کانت لك مٶخراً مشارکة في معرض جدة للکتاب الحدث الأدبي الهام الذي عرفته المملکة هذا الشهر، هل من نبذة للقراء عما میز هذه الطبعة؟
شاركتُ في معرض جدة الدولي عبر كتبي العشرة التي صدرت عن مؤسساتنا الأدبية المحلية (الأندية الأدبية)، والتي تمّت طباعتها عن طريق دار الانتشار العربي ودور أخرى: كرواية "الجنين الميت" عن نادي تبوك الأدبي، مجموعة "العبور" القصصية عن نادي الباحة الأدبي"، "الموت في المدينة" عن دار أروقة للنشر بالتعاون مع نادي نجران الأدبي، "العدو بالأيدي" الصادرة عن نادي الحدود الشمالية، "هكذا يزهر الحب" عن نادي الطائف الأدبي، صورة البطل في روايات إبراهيم الناصر الحميدان" عن كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، "رواية العاصفة الثانية" عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي، المجموعة القصصية "بكاء الأجساد" عن دار المفردات بالرياض بالتعاون مع نادي حائل الأدبي، المجموعة القصصية "النور الأسود" عن نادي أبها الأدبي، والمجموعة القصصية "الثائرة" عن نادي الجوف الأدبي، أما كتابي الحادي عشر وهو روايتي الأولى "الغصن اليتيم" الصادرة عن نادي أبها الأدبي، وكتابي الثاني عشر وهو مجموعتي القصصية الأولى "النوم في الماء" الصادر عن نادي القصة السعودي فلم تشاركا في هذا المعرض لأنه جميع النسخ قد نفدت.

3-احتلّت القصة القصيرة مكانة مهمّة في تجربتک الأدبية لماذا؟
لأن القصة القصيرة الفن الأصعب من بين كل فنون الأدب، وأنا بطبعي أحب ارتياد المجالات الصعبة، وأحب خوض المغامرات الأدبية، وكل قصة قصيرة أكتبها هي مغامرة جديدة أخوضها، كتابة القصة القصيرة نوع من التحدي الجميل مع الذات، تحدٍ في اصطياد فكرة ذات لبوس سردي محدد، وتحدٍ في القبض على شخصية ذات مواصفات لا تصلح إلا أن تكون في قصة قصيرة، ولأن للقصة القصيرة إيقاعاً لغوياً خاصاً، ومواصفات بنائية شديدة التعقيد، لا يقدر على القيام بقياسها إلا من أدمن عشق هذا الفن ودأب على ممارسته.

4-ما يميز تجربتك کقاص وروائي قدرتك على خلق حياة حقيقية موازية بين شخوصك والحقيقة ما هو السر؟
السر يكمن في أنني لم أدخل عالم الكتابة السردية دخولاً حقيقياً جاداً إلا بعد أن انتهيت من التأسيس النظري في دراسة فن القصة القصيرة ودراسة الرواية ومن ثم قيامي بالقراءة العميقة المركزة للنماذج العظيمة من الأدب العالمي والعربي في القصة القصيرة وفي الرواية وفي المسرحية، وكذلك في فن الخاطرة الأدبية، وبذلك امتلكت الدربة الكافية على التحكم في أسلوبي عندما أقرر إنشاء قصة قصيرة أو قصيرة جداً أو رواية أو مسرحية، فالفصل بين الأنواع السردية لا يتأتى لأي كاتب أو لأي دارس، ذلك أنه يوجد خلط كثير في التجنيس، فالحياة الحقيقية التي انتبهتِ إلى وجودها لديّ هي نتاج عيش الشخصيات في وجداني زمناً طويلاً، وحبي لشخصياتي القصصية والروائية الحب العظيم الذي يصل إلى حدّ انتقائي أسماءها انتقاءً، وإلى حدّ التفنن في رسمها على الورق بحيث تكون شخصيات جاذبة أليفة في الغالب، شخصيات يفتتن بها القارئ فيحفظ أسماءها وأفعالها، ويعشقها الدارس ويقرر الكتابة عنها، ولأنني أحرص دائماً على أن تكون شخصياتي مبهرة ذات إشعاع أخلاقي أو رسالة نفسية تربوية فهي بذلك تصل إلى أقصى انتشار ممكن وعلى نسب من القبول.




5-يقال إنه على الرواية والقصة أن تجعل من كل شيء تلامسه قضية إنسانية.
نعم، هذا قول صحيح، فالإنسان هو محور الكتابة السردية ومحور القول الشعري ومحور لكل النظريات والاكتشافات العلمية والطبية وغيرها، وهو العنصر الأساس في الكون والمكلف لعمارة الكوكب، أي كوكب الأرض، وبالتالي لابد أن ينصب ويتجه كل اهتمام إليه، وما بعده من عناصر، أي الحيوان والنبات والجماد، فهي مسخّرة له.
إن أي تأمل بسيط للموجودات من حولنا ولما جاء في الكتب السماوية يقود إلى أن الله جلّ جلاله قد جعل الإنسان الكائن المميز رقم "1"، وبالتالي فهو الكائن المحاسب على ما يعمل، في حين أسقط التكليف عن الحيوان وعن النبات وعن الجماد.


6- یتداول مٶخراً علی لسان العدید ممن دَخَل عوالم الكتابة  أنها بديل عن الطبيب النفسي في ظل التغیرات التی عصفت بالعالم .
هذا رأي مأخوذ به، فالكتابة الأدبية والفن التشكيلي والموسيقى والرياضات البدنية والروحية كلها تستخدم كعلاجات نفسية لإنسان العصر الحديث، وقد أثبتت التجربة الميدانية أو السريرية أنها علاجات ناجعة وأنها ساهمت كلها أو بعضها في حصول الشفاء من الداء إن أخذ بها كجلسات، ولا يعني هذا أن تؤخذ مفردة بدون رفقة وصفات الأدوية المصنعة، فمثلاً، إن مرضاً شائعاً كالاكتئاب تمّتْ معالجته بمثل هذه الاستطبابات؛ فالملاذ في الطبيعة يكون علاجاً، سواء كانت طبيعة صامتة أو متحركة، فليس غريباً أن يكون الملاذ إلى القراءة الأدبية، أو إلى سماع الشعر، أو إلى ممارسة الكتابة استطباباً بدون طبيب.


7--حظيت أعمالکم بالعدید من الدراسات النقدية وتوجت أیضاً بالجواٸز ما السر في ذلك؟
الفرادة والأصالة والتميز والاختلاف، والإتيان بالجديد والمدهش، والبحث عن النوع الفاخر، وانتقاء الأفكار العظيمة، واختيار اللغة المؤثرة، والاتجاه إلى النفس البشرية في كافة احتياجاتها، ذلك كله يجذب الدارس للعمل الأدبي ويرفع من نقاط المتسابق لكي يحصد الفوز ويحقق السبق، وأنا بطبعي أحب أن أتقن عملي السردي وأجوّده وأمحّصه، وأنقده ذاتياً قبل أن أنشره، ولأجل ذلك- وقبل كل شيء بفضل الله وتوفيقه- تكون النتائج إيجابية.


8- هلا تری أن جنون الشهرة السريع أفسد جماليات الكتابة في زمننا؟
لا أبداً، فصعب أن يحصل ذلك، فالكتابة الجميلة متحققة في كل عصور الأدب السابقة وفي عصرنا هذا؛ ذلك أن عصور الأدب كانت كلها تعيش إيقاعات حياتية متفاوتة، ومفهوم السرعة الذي تتحدثين عنه هو مفهوم نسبي، فما ترينه اليوم سريعاً لو قدّر لمن عاش في العصور السابقة فقد يراه بطيئاً؛ لأن السرعة لا تتجاوز تقسيمات ثلاث: بطيئة ومتوسطة وسريعة، هكذا هي في كل العصور، وعند إنسان العصر الأول وإنسان عصرنا هذا، فالطفل بعدما ينهي مرحلة الحبو لابد أن يستعجل الوقوف، وإذا تمكّن من الوقوف لابد أن يستعجل المشي، وطباع الإنسان وخصائصه النفسية غير متغيرة بتغير العصور، فالمشاعر البغيضة: الحسد والغيرة والغرور... وكذلك الأفعال الشائنة: القتل والسرقة والخيانة... والأعمال الطيبة: البرّ والكرم والصدق والأمانة... فإن ذلك كله ينقض فكرة أن جنون الشهرة السريع يفسد جماليات الكتابة، فالجمال ضد القبح، وكلاهما متحققان في كل العصور، وهما من الثنائيات التي لا تقوم الحياة ولا تستقيم إلا بهما الاثنان معاً.



9-يبحث الكثير من القراء عن أنفسهم في الشخصيات التي يقرأونها، وهذا ما يضع الكُتاب أمام رهانات صعبة، هل أنت تواجه هذه المعضلة؟
أولاً هي ليست معضلة؛ لأن الكتابة الأدبية الإبداعية الحقيقية هي مشاكلة للحياة وللواقع، والكاتب الجيد يختار شخوصه من الواقع ومن الحياة ثم يدخلها مختبره الإبداعي ويخضعها لمخياله الخاص ويجري عليها عمليات الإضافة والحذف كي تبدو في النهاية نماذج بشرية محددة أو شخصيات تحاكي شخصيات بشرية حية، وإذا فعل ذلك فإنه ينجح كثيراً فيما يعرف بقضية "الخلق للشخصية" لأن القراء إذا قرأوا الشخصية السردية سيجدون أن فيها تشابهاً مع شخصياتهم أو يجدوا بأنها الشخصية التي يريدون أن يكونوا عليها أو التي يبحثون عنها، الشخصية الحلم أو الشخصية المثال أو الشخصية البطلة، لذلك يحبونها.

10-ما رأيك في تلك الأصوات الجديدة التي تجد في الغرائبيات، وكسر الواقع، والخروج عن نطاق السرد التقليدي، ضرورة للوصول إلى عقل القارئ وكسب شغفه؟
الضرورة لا مكان لها في السرد، الضرورة يمكن أن يؤخذ بها في الشعر، فتقول لجأت إلى هذا القول لضرورة الشعر، أما في علم السرد فالقضية لا تعدو أن تكون تجريباً مستمراً وليس ضرورة، وأنا مع التجريب بشرط عدم ترك أساسيات الفن السردي وأركانه وعناصره، وبما أنكِ قلتِ بالغرائبي، فالغرائبي ليس جديداً، إنه موجود في تراثنا السردي في ألف ليلة وليلة ورسالة الغفران لأبي العلاء، أما كسر الواقع والخروج عن نطاق السرد التقليدي فكائن أيضاً منذ قصة حي بن يقظان لابن طفيل.

11-يؤكد الكثير من الکتاب أنه بمجرد أن يشرعوا في عملية الكتابة حتى تحتجزهم القصة وتأسرهم الشخصيات كرهائن، هل ناصر الجاسم من هؤلاء؟
بما أنني خالق للشخصية، أي راسم لها رسماً بشرياً وأقوم بتحريكها في النص حسب مشيئتي ككاتب سردي فإن علاقتي بها نأخذ مسارات ثلاث، إما أنني أحبها، أو أنني أكرهها، أو أنها تأخذ عاطفة الحياد فليست بالشخصية المحبوبة ولا بالشخصية المكروهة، وبذلك فإن الوقوع في أسر الشخصية بالنسبة لي محال، وغالباً ما أترك مسافة بيني وبين الشخصيات التي أرسمها، وهذه المسافة هي أن أجعلها بعيدة عن ذاتي، وعن الذوات المشهورة، فكل ما سبق يجعلني أمارس الكتابة وأنا حرٌّ حرٌ، ولم يحدث في تاريخي الكتابي الطويل الذي يمتدّ إلى أربعين سنة أن كنت رهينة لشخصية أو خفتُ من أخرى.


12-هناك حالياً وسائل أكثر تأثيراً من الأدب على المجتمع جعلت من الکتاب أمام تحديات جدیدة.
وسائل التواصل الاجتماعي، كتويتر وفيسبوك والواتساب ... إلخ، هي روافد معرفية، إنني أراها مكتبات ناطقة، وأراها صفوفاً دراسية عن بعد، ومشاهير التواصل الاجتماعي هم معلمون، قبلنا ذلك أو لم نقبل، وقد يكونون معلمين صالحين أو معلمين سيئين، ولقد لاحظتُ أن مستوى الوعي الجمعي يزداد بفعل هذه الوسائل، وأحياناً يحدث العكس، ولاحظتُ أيضاً أن مستوى لغة الأفراد ولغة العوام أيضاً يتحسن تدريجياً، يتحسن إملائياً ويتحسن نحوياً أحياناً، ويمكن أن يرقى إلى مستوى التحسن في اللغة الأدبية.
إن وسائل التواصل الاجتماعي نوافذ معرفية تستقبل رياحاً قد تكون باردة، وقد تكون حارة، وقد تحمل معها الغبار أيضاً، وقد ثبت عجز ربّ العائلة عن إغلاق هذه النوافذ، أو التي سميتها بالصفوف الدراسية، إنني أراها نتاج الحرية، وهي تصنع مفهوم الحرية لدى البعض بشكل غير مباشر، لذا فلإن على صناع المحتوى في هذه الوسائل أن يكونوا إنسانيين في المقام الأول، وأن يتجنبوا نشر الإشاعات والرذائل، وأن يقتربوا كثيراً من نشر الكتب الأدبية (كالقصص والروايات) والمصنفات العلمية وأن يكثروا منها.

13-هل ترى أن الأدب العربي أضحى يعيش وضعاً جديداً يقوده القراء عبر الإنترنت؟
أظن أن واقع الأدب العربي به عجز من نوع ما، أو أن شللاً ما في الحركة قد أصابه؛ وذلك راجع إلى ضعف حركة التأليف وضعف نوعية المؤلِف والمؤلَف، إلى ضعف اقتصاديات الإنسان العربي وانخفاض معدلات القراءة بشكل مروّع في الدول العربية كلها، وأضف إلى ذلك عدم الاستقرار السياسي وعدم الرفاه المعيشي في أغلب الأقطار العربية، فهذه الأسباب مجتمعة أضرّتْ بالأدب العربي قبل أن يجي الإنترنت، ومجيء الإنترنت لم يغير شيئاً كثيراً، لأن خدمة الإنترنت في البلاد العربية بطيئة وفيها انقطاعات كثيرة، وهي خدمة تذهب- جلّها- للاستخدام السيء كالدردشات غير المجدية والمغازلات المكشوفة والعهر اللفظي. وما يخصص من خدمة الإنترنت للتعليم وللقراءة وللأدب فهو محدود جداً.

14-ما هو العمل الأدبي الذي شدّ انتباهك مؤخراً، وما هو الکتاب الأخیر الذي قرأته؟
العمل الأدبي الذي شدّني مؤخراً هو رواية "العمى" لجوزيه ساراماجو، أما آخر كتاب قرأته فهو "قواعد العشق الأربعون" لإلف شافاق.

15-ماذا یحضر ناصر للجاسم لقراٸه؟ هل من مشاریع في الأفق؟
أحضر حالياً للبحث عن دار نشر لروايتي الرابعة "رائحة الجنون"، وأنهيتُ مؤخراً مراجعة البروفة النهائية لكتابي السردي الثالث عشر "المجموعة القصصية المعنونة بكائنات الحرمل" والتي ستصدر عن نادي مكة الأدبي الثقافي بالتعاون مع دار الانتشار العربي. 


TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

I am happy to read your opinion or suggestions

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *